موضوع تعبير عن آداب الحديث والاستماع

الإنسان كائن اجتماعي، يرغب دائماً بالكلام مع غيره من الناس، ويحب أن يبوح بما لديه من أخبار وكلام، لكن كثيراً من الأشخاص لا يعرفون آداب الحديث، ولا يعرفون كيف يبدؤون بالكلام مع غيرهم، كما أنهم لا يتقنون فتح النقاشات ولا انهائها، وهذا يعتبر قصوراً في الشخصية، لأن الشخص الذي يتقن آداب الحديث ويعرف كيف يتكلم والوقت المناسب للكلام، يستطيع أن يستحوذ على عقول الآخرين وقلوبهم، لهذا فإن الإحاطة بآداب الحديث تعتبر من الضروريات وليست مجرد شيءٍ يمكن تعلمه أو تركه فمن هذه الآداب التي يجب التحلي بها:

  • صفاء النية والقصد يجب أن تكون نيّة المتحدّث الوصول إلى الحقّ، وأن يكون الهدف من حديثه التقرّب لله تعالى وعبادته واستخدام الحديث للفوز برضى الله وثواب الآخرة.
  •  إلقاء السلام أولاً والتبسم في وجه الجميع والتحدث في أمور هامة ومفيدة وعدم التقول بشئ لا نعلم صحته، وتجنب الغيبة والنميمة 
  • الحذر من كثرة الكلام والثرثرة فقد قال الله تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).
  •  يجب أن يحرص المتحدّث على أن يكون صادقًا في كلامه وكلّ ما يقول، ويتجنّب الكذب؛ لأنّ الكذب من الأخلاق الذميمة.
  • عدم التكلّم إلا بعلم يجب على المتحدّث أن لا يتحدّث إلا عن علم ومعرفة ودراية. عدم التكلّم بما يخالف مبادئ الشرع والالتزام بما جاء في القرآن والسنة وعدم مخالفتهما سواء أثناء الحديث أو غير ذلك.
  • عدم الاعتداء على الآخرين بالكلام السيّئ يجب الالتزام بالكلام الطيب الواضح الذي يدخل إلى القلوب وتجنّب الحديث بالكلام الثقيل على النفس.
  • الحديث بصوت منخفض غير مرتفع حتى لا يسيء للآخرين خلال حديثنا معهم.
  • عدم إحراج وتصغير الآخرين خلال حديثنا معهم وذلك بالتقليل من شأنهم.

    كما ذكرنا آداب الحديث وكيف نلتزم بها فهناك أيضاً آداب الاستماع والتي لا تقل أهمية عن آداب الحديث فعند اجتماع بعض الأفراد والتحدث في أمر ما :

  • يجب إعطاء الفرصة لكل فرد للحديث والنقاش والتعبير عن رأيه، يجب الاستماع إليه جيداً أيضاً واعارته كل الانتباه والاهتمام في حديثه .
  • عدم مقاطعته أو التحدث أثناء كلامه، وعدم قطع فكرة الشخص المتحدّث، وعدم السخرية من المتحدث.
  • أن لا يستأثر بالحديث طول الوقت بل عليه حسن الاستماع للطرف الآخر.
  •  تحديد قاعدة يتفق عليها المتحاورون والرجوع إليها يجب أن تكون هناك مرجعية واضحة للحوار قبل البدء به، بحيث يعود إليها المتحاورون، وبالنسبة للمسلم فإن مرجعيته الكتاب والسنة، ويُعدّ الحديث والحوار من أهمّ أنواع الجهاد في سبيل الله وهو الجهاد باللسان وقول الحق والدفاع عن الدين، كما أنّه أحد أهمّ أساليب الدعوة إلى الله تعالى.
    ولذلك يمكن القول بأن إقامة حوار هادف وبناء يعتمد على الالتزام بآداب الحديث والاستماع من جميع الأطراف سيقود إلى انتشار الحب والمودة والاحترام بين الناس.