موضوع تعبير عن الجهل

يتأثر الأنسان في الحياة بالكثير من الأمور التي تساهم في تشكيل مداركه وتكوين معارفه حول الحياة ولعل أكثر ما يعوق الأنسان عن رحلته المعرفية هو الجهل والتمسك بالعادات القديمة والإنسياق وراء أفكار غير سوية مما يتسبب عنه وقوع الكثير من المشاكل والأضرار لذلك يجب التصدي للجهل والأفكار الخاطئة بما يضمن إستقرار المجتمع وتقدمه وبناءه.

ويتنشر الجهل في المجتمع كنتيجة لعدد من الأسباب منها الانقطاع عن التعليم وانعدام الرغبة في المعرفة والاندفاع وراء معتقدات غير صحيحة تسوق الأنسان نحو الهلاك وتهدد إستقرار وبقاء المجتمع كما ينشأ الجهل نتيجة لغياب العقل.

وقد حثنا الرسول ” صلَّ الله عليه وسلم ” على طلب العلم فقال ” أطلبوا العلم ولو في الصين “. وورد فضل العلم في كثير من الآيات البينات في القرآن الكريم فقد قال سبحانه وتعالى في محكم آياته: (( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين )). وقد جاءت الآيات لتبرهن لنا أن الجهل آفة يتم الإستعاذة بالله منها لأنها خطر يهدد حياة الفرد بل وقد تجعله يتصرف مثل من ليس له عقل.

أنواع الجهل

تتعدد أنواع ومظاهر الجهل ومنها ما يلي.

النوع الأول: هو الجهل الناتج عن فقدان تعلم القراءة والكتابة ويعد هذا النوع من أكثر الأنواع إنتشاراً وتأثيراً ويحدث بسبب ظروف الحياة الصعبة التي تحول دون القدرة على الذهاب إلى المدرسة ونتيجة أيضاً عدم الرغبة في التعلم وإنعدام الرغبة في المعرفة.

النوع الثاني: وهو الجهل الناتج عن إنغلاق العقول والسير وراء أفكار ومعتقدات خاطئة دون التفكير في مدى صحة هذه الأفكار من عدمها ويعتبر هذا النوع هو أخطر أنواع الجهل فهو يؤدي إلى حدوث الكثير من الكوارث كما يتسبب في إنتشار وتوغل الأفكار الإرهابية والعنصرية التي تهدم إستقرار وثبات أى مجتمع وتعوق مسيرته.

النوع الثالث: هو الجهل الناتج عن مخالفة كافة القيم والمعارف والمباديء المتعارف عليه من العلماء أو المتعارف عليه من أصول الدين مثل إرتكاب المخالفات المختلفة التي تضر بالبيئة والمرافق العامة.

أضرار الجهل

من المشكلات الرئيسية التي تنتج عن الجهل نشر الشائعات والأكاذيب بل والتعامل معها على أنها حقائق دون التحقق أو التثبت منها، قد نجد الجاهل الذي يدلك على استخدام علاج معين لمجرد أن الطبيب وصفه له يوما دون الالتفات لشروط وصف وتعاطي الأدوية والتي تختلف من كل مريض وآخر ويسبب انتكاسة لغيره بسبب جهله، ويوجد من يتسبب بجهله إيذاء الآخرين بالتحدث عنهم بالأكاذيب دون التثبت من الحقيقة لمجرد اعتقاد أو انطباع تولد في داخله تجاههم أو علمه بجزء بسيط من الحقيقة فيقول تعالى في كتابه الكريم ” فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” سورة الحجرات آية ، ويتسبب الجهل بنشر الأفكار والمعتقدات المضللة وبناءا عليه  تنتشر الانحرافات والاعتقادات الخاطئة والخرافات تسيطر على العقول وتظلمها وينحدر المجتمع في ظلمات الجهل.

وهكذا الجهل يحرم صاحبه الثواب والأجر المترتب على هذه الأعمال الصالحات، فهو يجهل الأجر والثواب المترتب عليها فلا يقبل عليها، والجهل أيضا ويوقعه في الخطأ والمعاصي والسيئات، ويصعب عليه أحيانا التفريق بين الحق والباطل، وما هو النافع وما هو الضار.

فنسأل من المولى -عز وجل- أن يلهمنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يثبت قلوبنا على طاعته، ونسأله التوفيق والسداد أنه على ما يشاء قدير، والحمد لله رب العالمين، وله الحمد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة، وصلى الله وسلم على إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.