متابعينا الكرام على موقع المكتبة التعليمية سنقدم لكم اليوم في هذا المقال بشكل مختصر انشاء عن الاقتداء بالرسل والأنبياء ونمليه عليكم:

بدايةً خلق الله سبحانه وتعالى البشر كافة من نفس الأصل، لكن سبحانه جل جلاله اصطفى من بين خلقه مجموعة من الأنبياء والرسل لقوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾

الاقتداء: هو أن تتبع شخصاً ما تحترمه وتقدره وتكن له المحبة في أفعاله وتصرفاته ومعتقداته، لكن هنا نتحدث عن الاقتداء بالرسل والأنبياء وهو اتباعهم في الدين والعقيدة في الأقوال والأفعال والانسان المؤمن ليست مخير هنا لأنه مرضاة لله تعالى وأمر منه اتباع الرسل والأنبياء والاقتداء بهم.

الله سبحانه وتعالى عندما اصطفى عبداً من عباده بالوحي إليه اصطفاه على علم وعلى دراية بأنه سوف يقوم بما وكل به على أكمل وجه وأنه على مقدرة بتبليغ رسالات الله تعالى، وأنه سوف يمثل الحق لقوله تعالى: “﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾

الله سبحانه وتعالى قد بعث في كل أمة رسولاً مهمته أن يأمر الناس بعبادة الله وحده وأن يبين لهم طريق الصواب والهداية ويدلهم عليه ويقربهم من الله عز وجل، وينهاهم عن الشر والطريق الموص إليه.

الله سبحانه وتعالى بعث الأنبياء والرسل معصومين عن الخطأ لبينوا للناس ما أنزل الله من خير ومنفعة في دينهم ودنياهم وتحذيرهم عما يضرهم في دينهم ودنياهم، حيث أن الله سبحانه وتعالى جعل الأنبياء والرسل قدوة حسنة يقتدي بها عباده المؤمنين وهو من أكثر المعاني التي تنادى بها في الآيات حيث أمر بذلك في قوله عز وجل: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾

يجب على الإنسان المؤمن أن يقتدي بهؤلاء الرسل لأن الله سبحانه وتعالى اصطفى هؤلاء الرسل وأمر الناس بالاقتداء بهم، حيث يتبعونهم بأعمالهم وأفعالهم وما يبلغون عن ربهم من شرائع وأحكام وسلوك ورسالات ليعملوا بها،

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كل امتى يدخلون الجنة الا من ابى. قيل: ومن يـأبـى يـا رســــول الله؟ قال: من اعطنى دخل الجنة، ومن عصاني فقد يا أبى)).

فالله سبحانه وتعالى ما اصطفى هؤلاء الرسل والأنبياء إلا لأنهم يتصفون بصفات الصدق والأمانة في تبليغ الرسالة والفطانة في تصرفهم، وتعاملهم بما يصف بكل كمال إنساني في سلوكه والصحة البدنية وأن يكون خلقهم وتصرفهم هو ما يلفت الناس حولهم وحول الاقتداء بهم فقال الله سبحانه وتعالى: “الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إن الله سميع بصير”

أخوتي الأحبة نحيطكم علماً في نهاية حديثنا هنت بأن النبي هو الذي لا ينقطع عن الله طرفة عين، لا في نوم، ولا في صحو، لا في ليل، ولا في نهار، لا في شدة ولا في رخاء، لا في غِنى، ولا في فقر، لا في الصحة، ولا في المرض، لا في النصر، ولا في الهزيمة عليه الصلاة والسلام، في أعقاب معركة هوازن هل انقطع عن الله؟ أبداً، بأعقاب أحد هل انقطع عن الله؟ أبداً، اتصاله بالله في الطائف كاتصاله بالله في أثناء فتح مكة، وهو في أوج النصر متصل، وهو في أشد الأوضاع حرجاُ متصل هذا النبي، هذا مقام الأنبياء الاتصال الدائم، لماذا اصطفاهم الله عزّ وجل؟ لأنهم كانوا دائمي الاتصال بالله سبحانه وتعالى، أصبح السبب واضحاً لماذا اصطفاهم؟

قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾

أصبح السبب واضحاً فنحن ساعة وساعة، أما النبي الكريم لا شيء في الدنيا يشغله عن ذكر الله، وكذلك أصحابه الكرام هم على مستوى رفيع جداً

قال تعالى: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾