انشاء عن الإيثار

الإيثار هو خلق نادر حميد جميل يجب أن يتصف به الانسان المسلم فالإسلام والشرع حث عليه، وهو خلق قويم فيه طريق للوصول إلى محبة الله تعالى وإرضاءه سبحانه وتعالى لأنه خلق كريم وهو من أكثر الصفات التي تبعث بين الناس الألفة والمحبة، حيث أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمر بأن يتحلى المؤمنون بهذا الخلق العظيم.

الإيثار هو بمعنى أن يقدم الانسان مصلحة الآخرين على مصلحته أو أن يؤثر أخيه المسلم غيره على نفسه، الإيثار بمعنى أن تحب الخير للآخرين وتفضلهم على نفسك حتى لو كنت في أمس الحاجة إليه وإعطائهم ما يحتاجون، ففيه حب العطاء وتحقيق الخير للآخرين بحيث تشعر نفسك من الداخل بالطمأنينة والراحة النفسية وشعور بالرضا لترفاتك ونفسك وتعاملك مع الآخرين وإرضائك لرب العالمين جل جلاله.

حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: ” وَيُؤْثِرُون عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” سورة الحشر: آية 9

الله سبحانه وتعالى وصف الانسان الذي يتحلى بالإيثار بالإنسان المفلح حيث بالايثار يكتمل الايمان وهو دليل واضح يبين مدى ايمان الانسان وحسن خلقه، أيضا بالتحلي بهذه الصفة اقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

فوائد الإيثار:

  • يعود الايثار بالمنفعة الإيجابية على الفرد والمجتمع، ومن أهم الفوائد:
  • ينشر المحبة والاتحاد والألفة والتكافل بين أفراد المجتمع مما يسوده الخير.
  • يكسب رضا الله تعالى، ويزيد من درجة إيمان الانسان.
  • يحصل المجتمع على كفاية اقتصاديّة وماديّة.
  • يعمل على العلاج من الصفات السيّئة المذمومة، مثل: البخل، والأنانية، والحسد.
  • بالإيثار يشعر الانسان بالطمأنينة والرضا الداخلي في نفسه.

الايثار يكون في مجالات عديدة وعلى أشكال مختلفة، فيوجد المعلم الذي يؤثر طلابه على نفسه فهو يقدم لهم كافة المعلومات وما لديه من علم ويبحث دوماً ليقدم لهم لأفضل ويدرسهم ويوضح لهم للوصول لمراتب عليا، ويوجد الأب والأم فهم يفضلون أبناءهم على أنفسهم وللوصول إلى أعلى المراتب بدون مقابل، وهذه من أفضل الصور والأمثلة على الايثار فهو مرتبة عالية من مراتب الكرم والجود وهو يكون من أعماق النفس صادر من الانسان بلا إجبار وضغط خارجي، صادر من خلال رغبة داخلية في تقديم الخير.

حيث أنه يوجد دوافع من خلاله تنبع صفة الايثار وهو إما يكون سبب فطري، أو يكون سبب إيماني.

  • السبب الفطري هو الذي نجده عند الآباء وحبهم الشديد تجاه أبنائهم أو حب الزوج لزوجته وهذا الحب من أقوى الدوافع الذاتيّة التي تعمل على التضحية بالنفس من أجل تحقيق سعادة ورضا المحبوب.
  • أما السبب الإيماني هو ما يكون هدفه ابتغاء رضا الله ورضوانه ويكون ذلك إما بترك أمور قد نهى الله الفرد عنها وأمر بالابتعاد عنها، على الرغم أنّ هذا الأمر محبّب للفرد ترغب فيه نفسه، أو أن يقوم الفرد بعمل ما أمر الله عباده بفعله، حتّى وإن كان هذا الفعل مكروهاً إلى نفس، ثقيلاً عليها.