الحرية

الحرية كلمة عظيمة قيمة، ليست بحروف تقرأ بشكل عفوي إنما هي كلمة تتخللها المعاني الكثيية، فالحرية مقوم أساسي لوجودنا في الحياة فلا حياة بدونها.

إني لأعجب من الذي يظن الحياة شيئا والحرية شيئا آخر، ولا يريد أن يقتنع بأن الحرية هي المقوم الأول للحياة وأن لا حياة إلا بالحرية. (أحمد لطفي السيد)

من هنا تتضح أهمية الحرية وامتلاكها في الحياة، فهل نستطيع العيش بدون امتلاكها؟ لا لا نستطيع اكمال حياتنا بدونها تحت آراء ومعتقدات الآخرين وتصرفاتهم وقراراتهم،

فالحرية معناها يشمل اتخاذ آراء ومعتقدات حرة خاصة بنا، بعيداً عن آراء الآخرين، لكن مع احترام الآخرين بحيث تكون حريتنا لا تؤدي بالسوء لأحدٍ من حولنا، وهناك حريات خاصة باللبس والمأكل والمشرب وما إلى ذلك لا تخص الآخرين انما تكون لذات الفرد نفسه.

الحرية بمعناها العظيم والقيم والنبيل السامي، ترتفع بنا إلى الأعلى، فهي تعود علينا بالراحة النفسية والرضا الذاتي، لأننا نحقق سعادتنا من وراء امتلاكها، لكن يجب علينا بامتلاك حريتنا أن ننتبه لما حولنا لأن حريتنا تقف عند تخطي حريات الآخرين.

الحرية ليست شعار فقط نسير عليه يجب علينا التحرر من جميع القيود حولنا، فنرى الشعب الفلسطيني مقيد لأن هناك أبناء من شعبه المناضل لم يعرفوا معنى الحرية، بل لم يتذوقوها ولم يحصلوا عليها، حرموا منها، فهم باقعين في سجون الاحتلال يحول بينهم وبين الحرية القضبان الحديدية، حديثنا عنها يستغرق الكثير والكثير من الأسى والألم الذي تسببه الاحتلال والثورات لأبناء الشعب الفلسطيني المأسورين، وننوه إلا أن الشعار لديهم مبني على الحرية لكنهم سلبوا غيرهم من حريتهم.

فقد دعا الدّين الإسلاميّ منذ بدايته إلى الحريّة بكافّة أشكالها مع وضع الضوابط الشرعيّة والقانونيّة التي تكفل حقوق الأفراد والجماعات في كافّة المجتمعات الإنسانيّة وأعظم مثالٍ في عهد الصاحبة مقولة سيدنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه وأرضاه- الشهيرة “متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”، وقد تناقلت الروايات الكثير من التعريفات لمصطلح الحرية في الديانة الإسلاميّة ولكن جميعها تقوم على مبدأ واحدٍ وهو فعل ما لا يُضرّ بالآخرين بأيّ شكلٍ من الأشكال، فقد عرّف الفاسيّ الحريّة على أنها فعلٌ قانونيٌّ وليس حقّاً طبيعيّاً فما كان للإنسان أن يصل إلى حريّته لولا نزول الوحي، والإنسان لم يُخلَق حرّاً وإنما ليكون حرّاً، وأيضاً عرّفها الدرينيّ الذي اعتمد في تعريفه على مفهوم المُباح من أصول الدّين الذي يقوم على أصل التخيير بين الفعل أو الترك فقال الحريّة هي: (المكانة العامّة التي قرّرها الشارع للأفراد على السواء، تمكيناً لهم من التصرّف على خيرةٍ من أمرهم دون الإضرار بالغير).

وفي النهاية نذكركم أحبتنا أن الحرية هي بمثابة الحياة ومن فقدها فإنه فقد حياته، لذا يجب علينا بذل قصارى جهدنا، حتى لا تسل منا لأنها لو سلبت تكون عقاباً لنا.