انشاء عن التسامح والتواضع والمحبة

إن التسامح والتواضع والمحبة من أهم الصفات التي تساعد الانسان على التقرب والوصول إلى مرضاة الله عز وجل، فكل من هذه الصفات المترابطة التي تؤدي لمعنى من المحبة والخير والتلاطف وحب الخير لغيرنا وتصفية القلوب، تساعد على التخلص من الخزي وتطهر قلب الانسان وروحه وتجعلها نقية من الشوائب، وتزيد من شعور الانسان بالراحة والطمأنينة والأمان، فالله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أمر بالتسامح والتواضع والالتزام بهذه الصفات كما شرعها في دسنه الإسلامي، وأيضاً رسولنا الكريم كان خير مثالٍ لنا يتحلى بهذه الصفات، لذا يجب الاقتداء به للوصول إلى درجات عليا عن رب العالمين.

فالتسامح هو عبارة عن خلق حسن حميد يحبه الله سبحانه وتعالى أمر عز وجل عباده بالاتصاف والالتزام بهذا الخلق، حيث أنه خلق يعمل على تطير القلب والروح والنفس ففيه تخلص من الكره والحقد والبغضاء من داخل الانسان فلا يشعر بخزي أو ثقل داخل قلبه مسامح محبوباً من الناس الذين حوله، حيث أنه يجلب لصاحبه السعادة لأنه لا يحمل كره أو بغضاء لأحد من حوله، فالتسامح صفة إنسانية حسنة يتصف بها المؤمن المنتظر من ذلك ابتغاء مرضاة الله ورحمته.

 كما قال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”

فكلنا يحتاج إلى مغفرة. و”التسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم” قال تعالى: “وإن تعفو أقرب للتقوى”.. وقال صلى الله عليه وسلم: “احسن وأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك”

أيضاً التواضع

هي صفة خلقية إسلامية كريمة ورفيعة بحيث يجب على كل مسلم التحلي بهذا الخلق، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالتحلي به، كم أمرنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بالاتصاف به وعدم التكبر والتصرف بغرور والتكبر على الآخرين، فقد ورد في الحديث الشريف: عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ))

فالتواضع يجعل لصاحبه قيمة كبيرة في أعين الآخرين، فهو لا يكون فيه تزلل أو ضعف كما يعتقد البعض إنما عندما يتصرف الانسان بتواضع، يرتقي بمستواه لأعلى، لأن في تواضعه تكريماً وتعظيماً له فمن تواضع لله رفعه كما قال عليه السلام: “إن الله أوحى إلى أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد”.

ولا ننسى أن الدين الإسلامي من أكثر الأديان التي حثت الإنسان على التسامح، واهتمت كثيرًا بنشر التسامح بين المسلمين، حيث جاءت الكثير من الآيات القرآنية الكثيرة التي تحث على نشر التسامح بين الناس وبعضهم البعض، كما جاء أيضًا في الأحاديث النبوية ما يحث الناس على الاقتداء بالتسامح، وأيضًا تحدث على نشر المحبة بين الناس وبعضهم البعض. حيث أن الشخص الذي يتعامل بتسامح مع كل من حوله يعمل على إرضاء الله تبارك وتعالى، كما أن التسامح والمحبة تعتبر من أهم أبواب نشر الخير في المجتمعات مهما اختلفت أشكالها فإنها تؤدي إلى معنًا واحد. وقد جاء مفهوم التسامح في أماكن مختلفة في القرآن، ومنها: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾.