انشاء عن العفو، موضوع مختصر شامل لكل الجوانب مناسب لكثير من المراحل الدراسية، سنكتب لكم ما بين أيديكم في سطورنا هذه انشاء عن العفو، نقدمه لكم فهو موضوع هام بالنسبة لكم ولأبنائنا الطلاب.

قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149]

العفو صفة أخلاقية كريمة محببة لنفس الانسان تجلب له الراحة والطمأنينة، فهي صفة وصى بها ديننا الحنيف حيث ذكرت وأجرها في القرآن الكريم، فالعفو صفة تمسح من طريق وقلب المؤمن كل حقد أو كراهية تجاه أي أحد من الأهل أو الأقارب، أو الزملاء والأصدقاء، تجعل الانسان مرتاح البال فهو يصفي قلبه من الشوائب، فالعفو صفة تحلى بها رسولنا الحبيب صلوات الله والسلام كما تحلى بصفات محببة أخرى كالصدق والأمانة والإخلاص والتسامح وكثير كثير من هذه الصفات والأخلاق الحميدة.

حيث إن رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام – قال: «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».  

حيث أن العفو صفة جميلة لها أجر عظيم عند الله عز وجل، فأجرها لا يتوقف في الدنيا على راحتك النفسية وصد الأذى عن طريقك، إنما له أجر عند ربه فالعفو صفة من صفات المولى عز وجل عفوٌ رحيم.

تعريف العفو لغة واصطلاحاً:

العفو لغةً هو مصدر الفعل عفا يعفو عفوًا، وأصله الطمس والمحو، ويأتي بمعنى الترك، أمّا اصطلاحًا فالعفو هو ترك المؤاخذة على الذنب، والتجاوز عنه، وترك المعاقبة عليه.

فقد ورد في الحديث الشريف أنه قال: (قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعْفُ عنِّي).

حيث أنه يترتب على تحلي الانسان بصفة أو خلق العفو الكثير من الأمور الجيدة منها: أنها تريح النفس البشرية وتجعل قلب الانسان مطمئن مسلم أمره لربه، صافٍ من الشوائب والحقد والكراهية، تجعله مسامح محب للخير.

أيضاً ما يترتب على التحلي بالعفو في المجتمع، فإنها تجعل أفراد المجتمع مترابطين متحابين متكافلين، محبين للخير لبعضهم البعض يحملون قلوب صافية اتجاه بعضهم البعض، تجعل من المجتمع مترابط وترتقي به للسمو والرقي والعلو والتطور الثقافي والاجتماعي التكافلي، تسود المحبة في المجتمع مما يؤدي إلى استقرار المجتمع.

أيضاً الشخص المتسامح أو العفو يمتلك ثقة كبيرة وعالية في نفسه تجلب له هذه الثقة الراحة وتساعده على تجنب وعدم الاهتمام في انتقادات الآخرين له في شخصيته، أيضاً الثقة بالنفس تزيد من درجة إيمانه بالله، فهذه الصفة تجعل من صاحبها ذات قوة وشجاعة فهو له القوة ليرد الإساءة الموجهة له والتجريح لكنه يترفع عن ذلك بسبب عفوه وتسامحه.

في الختام نحب أن نقول لكم أن صفة العفو صفة كريمة يجب علينا التحلي بها وحث أبنائنا عليها، فهي ستترك أثراً اجتماعياً في نفوس طلابنا، وتجعلهم أكثر إيجابية ومحبة بين أقرانهم.