موضوع تعبير عن الأمل في الحياة


يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ فهو إِذا *** أضَاعَه زالَ عنه السعيُ والعملُ
لم يَعْبُدِ الناسُ كلُّ الناسِ في زمنٍ***سِوى إِلهٍ له شأنٌ هو الأملُ

الأمل: هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة، فلا حياة بلا أمل، فالأمل للحياة كالدواء للمريض، والماء للعطشان، والطعام للجائع، فالأمل ذو أهمية عظمى في حياة الفرد والمجتمع، ويعتمد على الإيمان بالله، ومدى ثقتنا به عز وجل، فعلينا أن نجدد أملنا بالله كل يوم، والتوكل عليه لأن بيده كل شيء، ولا أحد يستطيع أن ينفعك أو يضرك بأي شيء إلا بإرادة المولى عز وجل، فالله لا يترك العبد ما دام عنده الثقة التامة به، وعلى كل شخص البعد عن أي تفكير سلبي يؤدي بك إلى الشعور بالإحباط، والفشل والخيبة، والكسل والخمول، ويُضعف الهمة ويقلل العزيمة، فالاتجاه إلى التفكير الإيجابي يقوى عزيمتك ويمنحك طاقة إيجابية تجعلك تعطي، وتنتج حتى تُصبح فرد ذو قيمة في المجتمع يُشار إليك بالبنان.

فمن أقوال مصطفى كامل المأثورة:

لا يأس مع الحياة***** ولا حياة مع اليأس

الأمل: هو التفاؤل والطاقة الإيجابية التي تدفع بالإنسان إلى القدرة على التكيف والتعايش مع غيره من الناس، ومع الظروف المحيطة به، وهو تحدي كل الصعاب والعراقيل التي يمكن أن يواجها الإنسان في حياته، والتغلب عليها، للوصول إلى ما يطمح به من مال ومراكز ومناصب وغيرها، وهذا يحتاج منه الجهد والتعب، والصبر وقوة الاحتمال، والتضحية، ويحتاج إلى امتلاك حافز ودافع كبير من أجل بلوغ الهدف، ولا يكترث بمن حوله ممن يهبطوا من عزيمته، ويحبطوه، ويشعروه باليأس والاستسلام للظروف المحيطة، فقد قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فيحثنا المولى عز وجل إلى الأمل والتفاؤل، والثقة به، والتوكّل عليه.

اليأس مدخل على النفس البشرية إذا تمكن منها حجب طرق النجاح، طالما الإنسان يعيش في هذه الحياة، فالأولى أن يحاول حتى ينجح، اما إذا يأس واستسلم للفشل، لم يتمكن من رؤية طرق النجاح، فالأمل هو قوّة الإرادة التي يمتلكهما الإنسان من أجل أن يبلُغ أهدافه، والأهداف هي النتائج التي يرغب في تحقيقها.

الحياة فيها الخير والشر، فيها الصعب والسهل، فيها ما يدعو إلى الأمل والتفاؤل، وفيها ما يدعو إلى اليأس، فعلى الإنسان هنا أن يكون صلب قوي، ويهتم بالجانب الإيجابي في الحياة، وينظر إلى نصف الكأس الممتلئ وليس الكأس الفارغ، فالأمل يجب ألا يفارق الشخص، فالأنبياء لم يفقدوا الأمل بالله وبقدرته، فإبراهيم بقي عنده الأمل حتى رزق بإسماعيل، وإسحاق وهو كبير في السن، ويعقوب عندما فقد ابنه يوسف عليه السلام، وعاش على أمل أن يجده مرة أخرى، وأيوب عليه السلام وصبره على مرضه، وأمله في الشفاء.