موضوع تعبير عن التأمل في الكون

قدرة الله تعالى وملكوته، يدعونا إلى التأمل والتفكر، مما يؤدي إلى زيادة إيماننا بالله، فآيات وعلامات قدرته وإبداعه سبحانه وتعالى لا عدد ولا حصر لها، فالإنسان وقد خلقه عز وجل من طين وجعله في أحسن صورة، وما يمتلك من نعم كثيرة كالعينين، والأذنين، والفم، والأنف، وغيرها من أعضاء في جسده وما يحتويه من أسرار تستدعي الدهشة، النظام الذي يسير فيه هذا الكون العجيب، فالكواكب والمجرات التي تسير بهذا النظام الدقيق وعدم تصادمها ببعضها، السماء والتي رفعها سبحانه بلا أعمدة، والنجوم التي تزينها فقال الحقّ تعالى: (اللَّهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها)، والشمس بمطلعها ومغبيها، القمر الذي يكسر ظلمة الليل، الليل وما فيه من سكون وهدوء، النهار المضيء بأشعة الشمس وما فيه من حركة، وتعاقبهما فقال عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)، وما في الكون أنهار جارية، وأشجار مثمرة، وزروع نضرة، وجبال شامخة راسية، وبحار واسعة مترامية، ومناظر خلابة، والحيوانات والطيور والحشرات وتكفل سبحانه برزقها، ويعلم مستقرها ومستودها، وتأمل خلق الأرض وكيف أبدعت، تراها من أعظم آيات قدرة الخالق، فقد ذلَّـلها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم، وأقواتـهم ومعايشهم، وارساها بالجبال فجعلها أوتادًا تحفظها لئلا تميد بهم، ووسعها من جوانبها، وجعلها كفاتًا للأموات تضمّهم في بطنها إذا ماتوا، وظهرها وطن للأحياء.

التفكر والتأمل هو نوع من أنواع العبادة يساعدنا على إدراك عظمة وقدرة الخالق، ويزيد من إيماننا بالمولى عز وجل، فالتدبر والتفكر والملاحظة لدقة الابداع الكوني وجماله، وأخذ العظة والعبرة في ذلك، ففي التأمل يعمل الإنسان عقله، فعلى كل إنسان أن يترك مشاغل الدنيا، ويتفكر بأسرار خلق الله تعالى، ويدرك عظمة الخالق وقدرته وملكوته.

فالمتأمل لا يمكن إلا أن تطرأ له فكرة بأن كل هذا الكون بما فيه من مكونات، والنظام الذي يسير فيه يمكن أن يكون صدفة، بل كل شيء يسير بشكل بالغ الإحكام والدقة والإتقان.

فديننا الإسلام يدعو إلى إعمال النظر والتفكر في آيات خلق وإبداع الله، فالتأمل يعود بالنفع على الإنسان، فيورثه الحكمة، ويزرع في قلبه الخوف والخشوع لله عز وجل، ويقوي عند الإنسان مفهوم التسليم لله، والتوكل عليه، والخضوع له سبحانه، لما يرى من قدرة وعظمة لله، فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين، كان يتعبد ويتأمل في غار حراء قبل البعثة، وهو غار يقع في جبل النور في أطراف مكة، والطريق إليه محفول بالمخاطر والصعاب، ويأخذ معه الطعام والشراب لكفايته لعدة أيام، ويبقى هناك فترة يتعبد ويتأمل في خلق الله تعالى للكون، ونزل عليه الوحي جبريل بالدعوة الإسلامية التي أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور.

فخالق الكون ومبدعه هو الله سبحانه لا مثيل له لا في الأرض، ولا في السماء، فأولى علينا أن نعبده ونحن عبادته، ولا نخشى إلا هو سبحانه تبارك وتعالى.