انشاء عن النجاة في الصدق في الإسلام قصير

حديثنا اليوم في هذه المقالة عن الصدق وما يؤدي إليه من نجاة أمام العبد وأمام نفسك وأمام ربك عز وجل.

الصدق

هو من الأخلاق الحميدة التي أوصى رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم بها، فهو خلق يحتاجه المجتمع ولا يستطيع الاستغناء عن وجوده فالمجتمع بلا هذا الخلق هو مجتمع فاسد، ينقصه الكثير من الأمور ليرتقي.

حيث أنه جاء على لسان عبد الله قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً”

الصدق هو المصداقية في الحديث والقول والفعل، مصداقية الحديث أو الصدق يكون بمعنى: إخبار الحديث أو نقله من شخص لآخر كما هو في الواقع أو كما هو دون زيادة أو نقصان، فإذا اختل شرط من هذه الشروط يختل معنى الصدق، والصدق نقيض الكذب وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كالغش والخداع بين الناس.

الصدق مراتب وأقسام فمنها:

  • الصِّدق في الأقوال، وهو مطابقة الأقوال مع الواقع من غير تحريف.
  • الصِّدق في الأفعال، وهو مطابقة الأقوال مع الأفعال، كتنفيذ قسم أو حلف.
  • الصِّدق في العزم، وهو الصدق على إرادة الخير والتّوبة، والصّدق مع الحال فيكون حال المسلم مطابقاً لقلبه ولسانِه.
  • الصِّدق في النيَّة، وهو تطهير النّفس من الشّوائب التي تلوّث النيَّة وتفتكُها بالآفات، وتجديد الإخلاص لله تعالى دائماً في النيّة.

 

الصديق طريق نجاة للإنسان في الدنيا والآخرة، فالصدق له تأثير كبير في حياة الانسان بشكل عام، فهو يؤثر في كل نواحي حياته وبكل تفاصيلها، فالصدق يعطي المؤمن الراحة والطمأنينة النفسية ويعلي من مراتبه في الايمان، فالإنسان المسلم عندما يصدق مع نفسه ومع من حوله ومع ربه، فإنه يحقق هذه الراحة والطمأنينة، وهذا يؤثّر على استقامته مع الناس أيضاً، ويبني علاقةً عامرة مع الله -عز وجل-. قال -الله عز وجلّ- في محكم كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

فالصدق طريق نجاة للفرد والمجتمع سوياً، فبالصدق نهضة ورقي للمجتمع، فهو أحد المقومات والركائز الأساسية التي يجب أن يبنى عليها المجتمع الإسلامي.

أيضاً الأسرة لها دور كبير وتأثير مهم في نهضة المجتمع ورقيه فبالأخلاق يسمو المجتمع، فالأسرة والأهل يجب عليهم توعية أطفالهم وترشيدهم إلى طريق الصواب والصدق فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، لذا يجب أن يأخذوا بالصدق منذ صغرهم ليكون كالتوريث لهم موروث من جيل لجيل.

قال عبد الملك بن مروان لمعلّم أولاده: (علّمهم الصّدقَ كما تعلّمهم القرآن).