موضوع تعبير عن الحرية والمسؤولية

الحرية هي القيمة السامية التي يعيش بها الإنسان، ولا يمكنه الاستغناء عنها، فالإنسان ولد حراً، ولا أحد على وجه الأرض يحق له أن يسلبه حريته، ولا يستعبده، فقال الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين “عمر بن الخطاب”: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)، فمن حق كل إنسان التمتع بكل حقوقه الاجتماعية، والإنسانية، والفردية، والسياسية، ولا شيء يمنعه من ذلك، ولكن حريته تبدأ عند انتهاء حرية الآخرين، فحرية الشخص لا تعني التعدي على حقوق الآخرين، والإضرار بهم، فعليه مقابل التمتع بحريته الشعور بالآخرين وحقوقهم عليه، فالإنسان ليس وحيداً في هذا العالم بل يعيش في كنف أسرة، ومجتمع لهم الحقوق عليه، ليكسبوه حقوقه، فكما له حقوق عليه واجبات، فالحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، فعليه مراعاة حقوق الآخرين، واحترام أرائهم، وتقبل نقدهم، وعدم انتهاك خصوصياتهم.

الحرية لا تتمثل في جانب واحد من جوانب الحياة ولكنها تشمل مناحي الحياة جميعها من مأكل، وملبس، ومأوى، وحرية التعبير عن الرأي والتفكير، والتعليم، وممارسة نشاطاته، وجميع القرارات المتعلقة بحياته وبمصيره كالزواج، والطلاق، والإنجاب، وحرية العقيدة والسياسة.

فالأسرى يدفعون الثمن الغالي، وهو أجمل سنين من أعمارهم، يقضونها وراء القضبان، وهذا عندما شعروا بمسؤوليتهم اتجاه دولهم وشعوبهم، فوجدوا أنفسهم أسرى من أجل الحصول على الكرامة الإنسانية التي لا ثمن لها بل أغلى من كل ما في الوجود، ونخص بالذكر أسرانا البواسل أسرى الشعب الفلسطيني الذي دفعوا حريتهم كثمن لحبهم لوطنهم، ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب في سجون الاحتلال الغاشم، وحرمانهم من رؤية أهاليهم وذويهم، فلهم منا كل الإجلال والاحترام، والحرية لهم بالقريب العاجل بإذن المولى عز وجل.

الحرية للإنسان لا تقل قيمة عن الغذاء، والهواء، والماء، فلها قيمة كبيرة في حياة الفرد، تساعد الفرد على الشعور بالأمن والأمان، والسعادة والراحة، كما أنها تزيد ثقة الفرد بنفسه وبتصرفاته، وتشجيعه على اتخاذ قراراته بكل جرأة وبعدم تردد، أو خوف من أي شيء، كم أن لها أهمية عظيمة في بناء المجتمع السليم المتين الخالي من المشاكل، وتساعد أفراده في تحديد مصيرهم، والحرية في اختيار ما يريدون، وحتى لو كلفهم ذلك الثمن الغالي، كما تساعد الحرية على المشاورة بينهم، ويصبح مجتمع متحضر، فالإنسان بلا حرية كالمكبل والمقيد، وسيؤثر ذلك على مجتمعه فيصبح مجتمع هش وضعيف يمكن أن ينكسر في أي لحظة، فالحرية هي الشمس التي تشرق في كل نفس.

فكثير من الشعوب ضحت بأغلى ما تملك، وارتوت أرضها بدماء أبنائها من أجل نيل حريتها المسلوبة، وقامت بالكثير من الحروب والمعارك مما سبب لها الكثير من الدمار والخراب، وقتل الأبرياء، ومواجهة جميع التحديات من أجل الحصول على الحرية والكرامة، لأن الحرية هي أغلى ما يملك الإنسان، لما لها من قيمة إنسانية في حياة الأفراد والشعوب.