موضوع تعبير عن الشهيد عبد المنعم رياض

محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله، ولد في تشرين الأول/أكتوبر عام 1919 في قرية سبرياي، مركز طنطا، محافظة الغربية. نزحت أسرته إلى الفيوم وكانت تشتهر بالانضباط والنظام، وكان جدّه عبدالله طه علي الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حالياً) محمّد رياض عبدالله قائد بلوكات الطلبة في الكلية الحربية، والتي تخرَّج على يديه الكثير من قادة المؤسّسة العسكرية، التحق عبد المنعم بكلية الطب بعد أن أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الخديوي إسماعيل، ولكن بعد عامين في كلية الطب التي التحق بها إرضاء لأهله، التحق بالكلية الحربية وأكمل دراسته فيها، وتخرج منها عام 1938 برتبة ملازم ثان، وكان رياض ضليع في اللغات الانجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية مما أتاح إليه دراسة الكتب الحربية بلغتهم الأصلية، حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمُعلِّم مدفعية مُضادّة للطائرات بتقديرٍ ممتازٍ في إنجلترا بكلية مانوبير عامي 1945 و1946. وبين عامي 1947 و1948، عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومُنِحَ وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية، وأيضاً ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الجدارة الذهبية، ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى، ووسام نجمة الشرق.

 شغل مناصب عديدة منها رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وقائداً عاماً، ورئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة، وهو من أشهر العسكريين العرب الذين شاركوا في حرب فلسطين، والحرب العالمية الثانية، وتدمير خط برليف، وحرب الاستنزاف وكان عبد المنعم من أحد القادة الذين اعتمد عليهم جمال عبد الناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية، وشارك في العدوان الثلاثي، وفي حرب 67عام، عبد المنعم رياض كان من أكثر المشجعين للحرب ضد إسرائيل، وعنده الأمل الكبير في النصر، إذا ما تم التجهيز لها، وتحديد الوقت المناسب لها.

توفي متأثراً بجراحه، بعد إصابته بشظايا في 9 آذار/مارس 1969 كانت الجبهة مُشتعلة بالنيران في حرب الاستنزاف، ولقد تقدم إلى الخط الأول لتفقّد جنوده في موقع من المواقع، رغم ما في ذلك من خطورة ليرى سير المعارك عن كثب ويكون بين جنوده وهذا الموقع من أكثر المواقع تقدماً ولم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 متراً، وهو أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو، حيث انهارت نيران العدو  فجأة على المنطقة وهو واقف وسط الجنود، ودامت المعركة التي كان يقودها حوالي ساعة ونصف الساعة، فانجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود فيها المعركة، لُتصيبه شظية قاتلة استُشِهدَ على أثرها، وباستشهاده أوقد الشرارة الأولى لمعركة العبور العظيمة يوم 6 أكتوبر 1973.

رحم المولى عز وجل شهيدنا القدير العظيم، إلى جنات الفردوس بإذن الله.