يعد علم التفسير من أهم علوم القرأن، ومن أبوابه الظاهرة المعلومة باب أسباب النزول، ولكن العلماء يقسمون سور القرأن من حيث التصنفي وفق هذا العلم، لما نزل بسبب خاص، وما نزل بسبب عام، وتعد سورة المجادلة من السور التي نزلت لسبب خاص، لكن التسريع من آياتها عام،  وهي مدنية النزول، وعدد آياتها 22 آية، لكن السؤال الذي يتبادر للذهب ما سبب نزولها.

سبب نزول سورة المجادلة:

نزلت السورة في  الصحابية خولة بنت ثعلبة وزوجها  أوس بن الصامت -رضي الله عنهما، حين جاءت تشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجها، الذي كان يظاهرها، بحيث يحرمها على نفسه كأمه، وكانت عائشة رضي الله عنها تسمع لشكواها لرسول الله فقد ورد أنها قالت  (الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)،

وأنزل الله ( (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ*الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ*وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ*فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ).

فزجر الله عن هذا الأمر وبين شؤمه وجعل عقاباً لم يرتكبه وهو كفارته من الإعتاق لرقبة فمن لم يجد فالصيام شهرين، فمن لم يجد فالإطعام ستين مسكينا.