بعد أن دخلنا إلى  أسئلة الوحدة العشرون: الجنائز، نستفتح الطرح بسؤال يقول ” أقرأ الأحاديث التالية، وأتعاون مع مجموعتي في التفريق بين البكاء الجائز على الميت والبكاء المحرم، واستنبط منها فوائد أخرى مناسبة للدرس”، مقدمين لكم جوابه فيما يلي:

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول : (ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب).

فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا يا رسول الله ؟!

قال : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «قَدْ قَضَى» قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا، فَقَالَ: «أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا – وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ – أَوْ يَرْحَمُ

البكاء الجائز والممنوع: فإن البكاء بلا صوت جائز اتفاقاً وقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه رحمة، ففي الحديث المتفق عليه “أنه فاضت عيناه حينما رفع إليه ابن بنته كأنه شن، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء” وكذلك الحال عند موت ابراهيم.

أما المحرم فهو النوح والندب او البكاء المقرون بهما أو بأحدهما كما في الحديث: ” إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه”.

فوائد مناسبة للدرس:

  • الصبر عند الموت
  • اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.