الأم كلمة صغيرة لكنها تحمل في طياتها معاني كثيرة ، الأم من أعظم النعم التي وهبنا إياها الله عز و جل و هي من أجل النعم أيضاً ، فهي مدرسة و هي أساس الأسرة و هي عظيمة جدا ً و هي نبع الحنان ، حيث قال الشاعر : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا ً طيب الأعراقي .

يا لها من إنسانة عظيمة ؛ فهي التي حملتني في بطنها تسعة أشهر ، قال تعالى : ( و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه و هناً على وهن ) و هي أول من قامت بإرضاعي و إطعامي و هي التي تسعى و تتعب من أجل أبناءها  فهي التي تربيهم تربية حسنة و هي الإنسانة التي تتحمل كل الصعاب من أجل أن تجعل من أبناءها أفراد صالحين ؛ و هي التي تسهر عند مرض أبناءها و تدعو الله من أجل أن يشفيهم و يرفع عنهم المرض و هي التي تعلمهم حتى تجعل منهم أفرادا ً ذو مكانة رفيعة في للمجتمع ، و هدف الأم هو أن ترى أبناءها يعيشون بسعادة مطلقة و يتمتعون بصحة جيدة .

لما من أهمية و عظم أهمية الأم ؛ أوصانا الاسلام بها و حثنا على وجوب احترام الأم و تقديرها و من أهم الأمور التي أوصى بها الاسلام في الواجب اتجاه الأم :

  • احترام الأم احتراما ً شديدا ً و تقديرها و تعظيم فضلها علينا
  • عدم عصيان الأم و عدم التنفر فيها حيث قال تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا الا إياه و بالوالدين إحسانا أما أن يبلغن عندك الكبر فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا ً كريما ً و خفض لهم جناح الذل من الرحمة و قل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا ً  )
  • تقديم الهدايا و الأشياء الجميلة التي هي تحبها
  • تقبل النصائح التي تقدمها لنا الأم
  • الحرص على الحفاظ على صحتها دائما ً

و لما للأم من أهمية عظيمة فقد ذكرت في العديد من الأحاديث الشريفة و من هذه الأحاديث ما يلي :

  • قال رسول الله صلى عليه و سلم الجنة تحت أقدام الأمهات
  • جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال : (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي.قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد
  • عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:سألت النبي : أي العمل أحب إلى الله تعالى؟قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت:ثم أي؟قال: ((بر الوالدين))، قلت:ثم أي؟ قال:)) الجهاد في سبيل الله)) . متفق عليه.
    – عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ،قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله ،فاستفتيت رسول الله قلت:قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك))فهذه الأحاديث جميعها ما هي الا دليل قوي و شديد على أهمية وجود الأم في حياة الانسان ، فلولا وجود الأم لضاع الأولاد و تشردوا ؛ فهي مصدر الأمن و الأمان لأولادها و هي مصدر الدعم و المساندة لأولادها و هي التي تساهم و تسعى دوما ً للمحافظة عليهم بأحسن حال و هي مصدر الحنان لأولادها ؛ فهي التي تقف الى جانب اولادها عندما تقسى عليه الحياة و هي التي تساندهم و تدعمهم من أجل أن يتمكنوا من مواجهة مشاكل و مصاعب الحياة و هي التي تفرح لفرح أولادها و تحزن لحزنهم ، فلا يوجد شخص في هذه الدنيا أجمل و أعظم و أرقى من هذه الانسانة التي تتحمل كل الصعاب و الألام من أجل أولادها و من أجل أن يعيشوا بسعادة و خير و أمان .

الأم نصف المجتمع أو المجتمع كله ، تقف الى جانب زوجها في جميع أمور حياتهم ، فهي تساعده في تربية الأولاد ، و هي التي تحفظ له بيته في غيابه و تحافظ على أولاده و تقوم بجميع أمور التربية اللازمة ، و تقوم بتربية أولادها تربية حسنة في حين الأب غائبا ً في مجال عمله ، و هي تتحمل كل المسؤولية في غياب الأب .

الأم هي كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلباً للحنان و الدفء و الحب العظيم الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه تجاه أبنائهن ، و لأن الأم هي أجمل الكائنات التي خلقها الله سبحانه و تعالى فقد تغني بها العديد من الشعراء و هناك العديد من القصائد التي كتبت في جمال و عظمة الام و من هذه القصائد :

  • أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في العمر شذاه يا كلّ الدّنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه فلأنت عطاء من ربّي فبماذا أحيا لولاه ماذا أهديك من الدّنيا قلبي أم عيني أمّاه روحي أنفاسي أم عمري و الكلّ قليل أوّاه ماذا أتذكّر يا أمّي لا يوجد شيء أنساه فالماضي يحمل أزهاراً والحاضر تبسّم شفتاه
  • حنانكِ أمي شفاءُ جروحي و بلسمُ عمري وظلّيِ الظليلُ لَعَمرٌكِ أميَ أنتِ الدّليلُ إلى حضنِ أمي دوماً أحنُّ لَعَمرٌكِ أمّيَ أنتِ الدّليلُ و أرنو إليك إذا حلّ خطبٌِ و أضنى الكواهِلَ حملٌ قيلُ لأمي أحنُّ و من مثلُ أمي رضاها عليّا نسيمٌ عليلُلذلك يجب علينا أن نهتم بها و نحفظ عليها و نراعي شعورها و نحافظ عليها دوما ً و أن نهتم بزيارتها و نطمأن عليها كل يوم و كل ساعة و لا يجوز لنا ان نحدد اوقات الزيارة و أن نجعل مواعيد محددة و تواريخ محددة لزيارة الأم كما يفعل المسيحيون الذي يزرون أمهاتهم فقط في يوم واحد في السنة ، فقط حددوا يوما ً واحداً و هو 21 / مارس من كل عام ، فهذا الأمر خاطئ جدا ً و لا يجوز ، لأن الأم يجب أن تكون من أهم أمورنا في هذه الحياة و يجب تفقد أحوالها دائما ً و يجب علينا أن نتذكرها دوما ً و لا نتعامل مع هذا التاريخ الذي حدده مجموعة من أشخاص لا دين لهم و لا رحمة في قلوبهم ، كيف يحق لهم أن يتركوا أمهاتهم و لا يتعرفون عليهن طوال هذه المدة و فقط يفتكروها في هذا اليوم ، ألا يتذكروا ما فعلتم الأم من أجلهم ، ألا يتذكروا كيف ضحت هذه الأم من أجل أن تراهم شباب كبار في السن و صالحين و سعداء في حياتهم ، كيف تجرأوا و تخلوا عن هذه الامرأة العظيمة التي بذلت كل الغالي و النفيس من أجلهم ، فلا يجب على المسلمين الذين يتمسكوا بالدين الاسلامي أن يتبعوا هؤلاء الكفار الذي لا دين و لا رحمة لهم ، و يجب عليهم أن يقتدوا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الذي وصى بالأم خير وصاية و كان شديد الوصاية على الأم ، فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال:((جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟-يعني: صحبتي-، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك))
    فالنبي صلى الله عليه و سلم وصى بالأم فذكرها بالحديث ثلاث مرة و فضلها على الأب ، ليست تنقيص من مكانة الأب لا ، بل لأن الأم هي أكثر صمود و تضحية من أجل أبناءها .